مقالات

كشف المستور عن مؤامرة الربيع العربى !

  • خالد العبيد – كانبيرا :
    هل ما حصل في الساحة العربية عفوي أم مدروس ؟ وما هو دور أمريكا وإسرائيل في هذا الربيع وما هو مقدار حصتها فيه ؟ كان لا بد من التغيير تبعا لتغير السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة بتقسيم المقسم فالسعي إلى تفتيت العالم العربي هو غاية ومطمح للدولتين ولا بد من التذكير بالشعار القديم ( من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل).
    النتائج بعد هزيمة الربيع العربي
    – إنشغل العرب وراحت قضية الشعب الفلسطيني أدراج الرياح ، العراق تفكك ، مصر وحرب الأسلاميين والمسيحيين ، تونس وصراع المدنية ، اليمن والحروب المشتعلة . بوصول الإسلاميين والحركات المتشددة إلى سدة الحكم إنذار لحروب قديمة جديدة بين المذاهب والأديان ورجع العرب الآن إلى عصر الدويلات والمدن
    الحقيقة أن الربيع الذي يتحدث عنه العالم العربي هو ربيع السلفية وربيع المتشددين على الرغم من أن كافة الجماهير شاركت بالثورات ولكن كانت النتيجة واضحة للغاية. فالربيع سلفي وليس للشعوب لذا سينهزم ويتحول الى كابوس لن يتم التخلص منه الا بعد اراقة الكثير من الدماء مثلما يحدث الان .. لأن نجاح الثورات لا يُقاس بقدرتها على هدم القائم الموجود، بل بقدرتها على بناء واقع أفضل.
    في محاولة لفهم ما جرى فلابد من معرفة السبب الحقيقي والدافع لها … أن ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم وما جرى في السودان من تقسيم له دوافع وأسباب مصطنعة ، وما يجري في سوريا والعراق واليمن والسعودية من أحداث مأساوية وفوضى، أمرًا بيس بالمفاجأة وليس وليد الأحداث التي أنتجته . ولكن الحقيقة أنه : تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية ، لتفتيت الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال سياسات واستراتيجيات ومشاريع باتت مكشوفة للعالم وأبرزها:
    – مشروع تفتيت الوطن العربي الذي أعده بن غوريون وخبراء الأمن القومي الأمريكان والبريطانيين عام 1953
    وكذلك مشروع الفوضى الخلاقة كتابات اليوت كوهين و صياغة مايكل ليدن خلاصتها أن المنطقة دخلت فعلاً ، بعد حربي العراق وأفغانستان ، مرحلة الفوضى الخلاقة التي أعد لها المحافظون الجدد بالتعاون مع الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين ، تمهيداً لتفتيت المنطقة إلى دويلات عنصرية وطائفية ، تلعب فيها إسرائيل الكبرى دور المركز فيما تلعب الطوائف والأعراق والقبائل دور الضواحي
    مرحلة الفوضى الخلاقة هي التطبيق الميداني لمشاريع
    تفتيت الوطن العربي – الشرق الأوسط الجديد – الشرق الأوسط الكبير – مشروع رالف بيترز الشرق أوسطي – مشروع لويس – اطروحات الرئيس بوش الابن وكونداليزا رايس . – ومشروع خريطة الدم رالف بيترز.
    مصطلح الفوضى الخلاقة أحد أهم المفاتيح التي أنتجها العقل الاستراتيجي الأمريكي في التعامل مع قضايا الوطن العربي ، حيث تمت صياغة هذا المصطلح بعناية فائقة من قبل النخب الأكاديمية وصناع السياسة في الولايات المتحدة ، أو الفوضى البنَّاءة ، أو التدمير البنَّاء ، في معناه السياسي الحالي ، وهو ما عبر عنه في مشروع التغيير الكامل في الشرق الأوسط ، حيث ارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات : السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، الشاملة لكل دول المنطقة ، وَفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ، ثم إعادة البناء . وهذا المصطلح أدرجته الإدارة الأمريكية منذ العام 2007 وردده كبار مسئوليها ومنهم كوندوليزا رايس
    وينادي أقطاب نظرية الفوضى الخلاقة باستخدام القوة العسكرية لتغيير الأنظمة كما حدث في أفغانستان والعراق وتبني سياسة التهديد بالقوة التي تساهم في تفجير الأمن الداخلي للعالم العربي وتشجيع وتأجيج المشاعر الطائفية وتوظيفها في خلق الفوضى والحقيقة أن مصطلح الفوضى الخلاّقة هو تغطية للفشل الأمريكي الذريع في المنطقة.
    • كاتب وصحفي سوداني مقيم في كانبيرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى