طب وصحة

مرض الشيخوخة وأختلال الذاكرة

أشواق شلال الجابر :

مرض الزهايمر يعرفه الأطباء بأنه تلف تدريجي يتعذر أصلاحه في مناطق المخ التي تتحكم في التفكير والذاكرة لتضمر خلايا المخ وتموت فيفقد المريض المقدرة على التفكير والتذكر وتحدث أظطرابات في الذاكرة بحيث تحدث فجوات في المخيله لدى الشخص المصاب في مايختص بالاحداث التي لم يمر عليها وقت طويل أي الحديثة العهد ، ويعد مرض الزهايمر أو ضعف الذاكرة من اهم أمراض الشيخوخة واخطرها في الانتشار الهائل للمرض وارتفاع المصابين به والمتوقع أن يصل عددهم خطورة هذا المرض أرتفاع معدل متوسط الاعمار في العديد من الدول المتقدمة في ظل التطورات الحديثة مما ساعد على أنتشار المرض ،

اضافة الى أن الطب لم يجد له حتى الأن علاجاً الا بواسطة بعض العقاقير كعلاج مؤقت لضعف الذاكرة والنسيان في حين أن النتائج أو العلاج الحاسم مازال بعيد المنال لكن ماهو مرض الزهايمر الذي اقترب لآن يكون مرض القرن ، فمثلا لايتذكر الشخص المصاب بمرض الزهايمر المكان الذي قضى فيه عطلته او الجهة التي اوقف سيارته وبعد ذلك تأتي مرحلة غياب الانتباه وصعوبة التركيز في العمل وخلال تلك المرحلة يكون الشخص مازال قادراعلى قيادة سيارة الا ان مايحدث له هو أن يسير بالسيارة في الاتجاه المعاكس ولايعرف ذلك .

أكتشاف المرض
تم اكتشاف الزهايمر في مطلع القرن التاسع على يد الطبيب الالماني الواس الزهايمر ( 1864- 1917 ) المختص بالابحاث المتعلقة بالأمراض العصبية والنفسية ، وكان يشغل في ذلك الوقت منصب مدير المعهد العصبي والنفسي في ميونيخ حيث أنه في عام 1907 تبين للبروفيسور الزهايمر من خلال ابحاث قام بها على مريضة في العقد الخامس من عمرها في مدينة ميونيخ أنهالاتسطيع أن تتذكر بشكل جيد وان قدراتهاالذهنية قد تدهورت وباجراء الفحوص على دماغها تم أكتشاف مادة ليفية غريبة داخل بعض الخلايا العصبية اضافة الى مواد اخرى على شكل اقراص متوطنه في قشرة الدماغ وفي ذلك الوقت نشرت أبحاثه حول هذاالمرض الذي صار يعرف بعد باسم الزهايمر أما عن  اعراض  فكما يقول الاطباءأنه في البداية تبرز أظطرابات متباعدة في الذاكرة وفيها يفقد الشخص بعض الاشياء المهمة والتي من المفترض ان يحتفظ ان يحتفظ بها في ذاكرته ومنها اين ترك سيارته وهل يعرف مكان صديق عزيز له ثم أحيانا يخلط بين الليل والنهار ويحدث له نسيان بخصوص تواريخ أساسية  معروفة جدا تاتي بعد ذلك مرحلة صعبة أيجاد التعبير أو أستحضار المرادفات تلي ذلك أظطرابات أداراكية حسية حيث من خلالها يفقد المريض كل أتصال بالعالم القائم ومنها انه يفقد امكانية تميز زر جهاز الغاز عن زر جهاز التلفزيون مثلا ثم شيئاً قشيئاً يتجرد عن هويته الى أن يصبح غريباً عن ذاته ومنذ هذا الوقت فأنه يدخل مرحلة صعبة للغاية ويكون خلالها ليس لديه القدرة في التعرف علىأسرته واخيراً عندما تحدث أظطرابات في الأفعال الحركية لأعضاء الجسم أي ضياع الحركات اليومية العادية جداً كفتح باب أو أضاءه مصباح فان المريض يعرف بصفة نهائية داخل عالم من الظلام ومن هنا تظهر على المريض أظطرابات مزاجية وسلوكية ( حزن ، وغضب دائم ، بل عداونية وكذا أظطرابات في تقدير الامور ويستمر المريض في حالته تلك مدة (10) .

أسباب المرض
يفسر الاطباء اسباب حدوث الزهايمر بان هناك ظاه

رتين متلازمتين  تحدثان معاً داخل قشرة الدماغ فمن جهة هناك بروتين يتجمع بطريقة غير طبيعية ،داخل الخلايا العصبية الشيء نفسه الذي يتسبب في مسلسل من أنحلال عصبي ليفي بروتينية تسمى صفحيات من الكاربوهيدرات تنحشر بين الاعصاب ، ويرجع سبب وجود تلك الصفائح الى تراكم غير عادي لمادة تسمى  ((amglloid ebeta
وتاتي تلك المادة من بروتين غير غشائي موجود بشكل طبيعي داخل جميع أنواع الخلايا ولاسيما داخل الاعصاب .
وتلعب مادة app  التي تشكل مثل جميع البروتينات ومن خلال تلاصق
اسيدات امينية دوراً في ا ستمرار وجود الاعصاب الا أنها مع مرور الوقت تتدهور بواسطة الأنزيمات حتى يصاب المريض ببعض الاضطرابات الا أن بعض المختص يذكرون أسبابا أخرى للمرض بصفة خاصة ومنها الرضوض على مستوى الجمجمة مع فقدان الوعي التوتر والقصور الدرقي وا بتلاع مادة الألمونيوم والتناول المفرط للكحول .
العلاج بالابر
وقد أبتدع الصينيون طريقة لعلاج مرض الزهايمر بواسطة الوحز بالابر وذلك قبل نحو أربعة الاف سنة ومازالت هذه الطريقة في العلاج مستخدمة حتى الان حبث تجري أختيارات عدة على مرض الزهايمر والقصور الدماغية وفقدان الذاكرة في محاول لحد من أنتشار هذا المرض الذي يهدد عشرات الملايين من المسنين  في الصين وحدهاحيث جاءت النتائج الأولى لهذه الاختبارات مشجعة جدا باعتبار الوخز بالآبر في اماكن محددة من جسم الإنسان تعد مفرطة للحساسية تؤدي الى إيقاظ واحياء خلايا دماغية شبه مشلولة   ومن خلال إخضاع 1850 شخصاً بواسطة الوخز بالآبر جاءت النتيجة مشجعة للاستمرار في العلاج بتلك الطريقة بعد ما فشلت كل العلاجات والمركبات الكيميائية في تاخر الاصابة بمرض الزهايمر.
أكتشافات حول طرق العلاج

الامر لم ينته عند الأبر الصينية في علاج مرض الزهايمر حيث أعلن كبار الاطباء والمختصين في أوروبا ومنهم البروفيسور بورنو دويوا المختص بالجهازين العصبي والدماغي والعامل في مستشفيات
باريس أن عشرات المرضى يخضعون يوميا لشتى أنواع العلاجات
بالأضافة الى ذلك قام الدكتور أشلي بوش بعدة تجارب لمحاولة اكتشاف طرق مختلفة للعلاج ، ففي عام 1999 أعلن سان فرانسيسكو اختبار لقاح جديد وجاءت النتائج مشجعة تبشر بقرب التوصل إالى لقاح أكثر فاعلية في المستقبل وعن حقيقة ماقيل بأن الزهايمر مرض وراثي تؤكد البيانات العلمية باتجاة الزهايمر في شيكاغو انه قد يكون المرض وراثيا في 15 % من الحالات ولكن ليس كل انسان يرث جينات ردئية يصاب بالزهايمروان معظم الذين يصابون بالزهايمر لاتكون لديهم الجينات الردئية التي ترتبط بالمرض وان الناس الذين يرثون جينا من كلا الوالدين يصنع بروتينا يسمى Apoe2
لديهم أحتمال اكثر 8 مرات للاصابة بالزهايمر الا ان هؤلاء الأشخاص ينتج عندهم القليل جدا من بروتين POE2وبروتين apoeg  وقد يعمل أحدهما على استقرار بنية الخلايا  العصبية في المخ وبدونه تنهار بنية هذه الخلايا وتصبح مضطربة وتموت الخلايا
مراحل علاج المرض
وعن مراحل علاج الزهايمرفقد اشار البروفيسور جان فرنسوا دارتيغ مدير ابحاث أمراض الشيخوخة ، حيث أشار في احد أبحاثه أنه أجرى عدة أختبارات شملت 1300 شخص من المسنين واسفرت هذه الاختبارات عن عدة نتائج تؤكد ان الاكثار من استهلاك فيتامين  يؤخر ظهور اشارات المرض كما أن الاشخاص الذين اعتمدوا فترة طويلة على عقاقير مضادة للالتهابات على مدى سنوات عدة .
وكذلك النساء اللواتي اتبعن علاجات بسهولة فأنهن لايصبن بهذا المرض بسهولة الا أن النتيجة الاكثر اهمية هي فشل كل المحاولات في ايجاد عقاقير ناجحة تحفظ دماغ المسنين من ا
الضياع وفقدان قسم من الذاكرة أو كلها وعلى جانب أخر أشار عدد من الدراسات الأوربية الىأن هناك مادة  تسمى استيل – الكارنيتين توجد بشكل طبيعي في خلايا أجسامنا ويبدو أنها تبطئمن التدهور العقلي لمرض الزهايمر ويصفها الاطباء لمرضاهم كعلاج غير أن التجارب الإكلينيكية على هذه المادة في الولايات المتحدة لم تؤد إلى نتيجة بعد ، أما من ناحية العقاقير فأنه يوجد عقار جديد يسمى فاكرين وانه يباع تحت الاسم التجاري كوجينكس وهو يبطئ من عملية التدهور الا أنه متواضع التأثير ويساعد في حالات بعد المرض .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى