تحقيقات

المعقل دانة الخليج اضاعها غواصها

*فائق الخالدي:
طفت في المعقل مهاجرا الى ثانويتها مرحلا اليها من الاعدادية المركزيه التي كانت حين ذاك ثانوية البصرة، المعقل الذكريات الشبابيه العذبه ايام بانيها ومحدثها المرحوم مزهر الشاوي (طيب الله ثراه) يوم كان مديرا عاما للموانئ ، المعقل الناحيه الصغيره ليس فيها إلا محطة قطار بصره-بغداد ودائرة للسكك وارصفة ميناء المعقل الاربعه وبناية فخمه لإدارة الموانئ تعلوها قبة زرقاء ابتناها البريطانيون ادارة لهم على الطراز الفكتوري، المعقل كان يطلق عليها العامه (ماركيل) و (نمره اربعه) اشارة لعدد الارصفه التي تشكل ميناءها… ليس فيها معالم عمرانيه عدا مجموعه من الدور الفخمه لسكن الاداره الانكليزيه تتوسطها حدائق غناء لكل دار مساحة كل حديقه بحدود اكثر من عشره آلاف متر وناد فخم ومسبح خاص ودار سينما صيفيه وشتويه ولوندري خاص لهم وعلى جانب اخر تم بناء خمسون دار وزعت على الصفوه من الموظفين سميت ب (الخمسين حوش) ودائره للشرطه ومستوصف طبي لمعالجة المنتسبين ولاانسى كانت هناك محرقة كونكريتيه لموتى الهنود ومحطة لتوليد الكهرباء ومعمل ثلج ومعمل سيفون(نامليت )أيضا لخدمة الإنكليز اما السكن فكانت مساكن من الطين والصفيح انشأها المنتسبون الأرمن لهم يسمى ب (كمب الارمن) بجانبه بنكله من الجينكو ناديا لهم ولا يفتني ان في الشمال من كل هذا كان مطار البصره الدولي والفندق الخاص به وفي الجنوب قاعدة المعقل البحريه البريطانية وفيها جنود الليفي الذين جندهم البريطانيون من العراقين كعادة الإنكليز بتجنيد البعض من أبناء البلدان التي يحتلونها كما فعلو في الهند… هذا استعراض مختصر لما كانت عليه المعقل قبل 14تموز 58 . وحين استلمها مزهر الشاوي أصبحت بأدارته اكثر من 10000 دار سكنيه للعاملين عمالا وموظفين توزعت على احياء الحي المركزي،الابله،حطين،الحي الصيني،الأندلس،الارمن وعمارات شقق سكنيه ومدارس لكل المراحل بنين وبنات ومستشفى كبير
بطابقين ومتنزهات حتى العاصمه لاتملك مثيلاتها وجزيرة السندباد السياحيه التي تتوسط شط العرب وحديقة الاندلس الغناء والمتنزه الصيني ودار سينما جديده ونادي رياضي وآخر اجتماعي وملعب حديث لكرة القدم بمدرجات وهو الاول من نوعه في العراق بمنشات رياضيه متكامله له ومكسو بالثيل حتى ملعب الكشافه في بغداد ليس بمواصفاته فلشاوي رحمه الله اول من بنى ملعب كرة قدم وكساه بالثيل وابتنا له مدرجات في العراق وقبل حتى ان ينجز ملعب الشعب… ولا أنسى الساعة الجرسيه الكبيره التي كانت تسمع دقاتها على بعد كيلومترات، هذه المعقل قديما وحديثا حين غادرها الشاوي أوائل 63بعد اربع سنوات ونصف علما ان الكويتيين عندما يحطو رحل زياراتهم الاسبوعيه كانت اول محطة لهم هي جزيرة السندباد . اما حديثي عن أصدقائي فيها واوقات الصبا وثانويتها وذكرياتي ونمو شاعريتي واساتذتي وماكتبت لها وفيها اتمنى ان يكون له وقت آخر ان شاء الله.

  • اعلامي وشاعر عراقي مقيم في دولة الامارات العربية المتحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى