مقالات

زعماءنا والتشبث بالكراسي !

 ‏د.نبيل ميجر
من أهم أعراض أمراضنا المستعصية والتي لن نبرأ منها في المدى المنظور ، هو أن زعماءنا مغرمون بالسلطة ومتشبثون بالكراســـــــي حتى الموت !!! بينما يحدثنا مؤرخو النظم السياســـــــية أن جورج واشنطن قائد الثورة الامريكية ضد الاستعمار الانكليزي وأول رئيس للولايات المتحدة رفض تولي منصب الرئاسة أكثر من ثماني سنوات قائلا أنه قدم كل ماعنده لشعبه وآن الاوان لدفع دماء جديدة الى قمة السلطة . أما في منطقتنا العربية فالعكس تماماُ فالزعيم لايبعده عن الكرسي الا الموت أو القوة !!! انظر مثلا الى الرئيس السوري الراحل حافظ الاســــد الذي انقلب على رفاقه عندما كان وزيراً للدفاع في سورية وصار رئيساً للجمهورية سنة 1970 وتولى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ، لكنة لم يترك السلطة الا بوفاته بعد أكثر من ثلاثين سنة !! وأورث الكرسي لولده الرئيس الحالي بشار الاسد أي أن حزب البعث الحاكم في سورية لم يتمكن من تهيئة قائد له طيلة عشرات السنين لذا اضطر الى تعديل الدستور السوري لسنة 1973 وفي جلسة لمجلس الشعب السوري وصفت بالمسرحية الهزلية حيث خفض عمر من يتولى رئاسة الجمهورية من أربعين سنة الى أربع وثلاثين سنة وهو عمر بشار الاسد آنذاك فصار رئيساً للجمهورية العربية السورية و(( الامين العام للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم )) ولايزال حتى هذه اللحظة !!!!! والرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك تولى منصبه في سنة 1981 بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات ولم يترك السلطة الا مضطرأ اثر الانتفاضة الشعبية العارمة . والرئيس السوداني قاد انقلاباً عسكرياً سنه 1989 وثبت نفسه في كرسي الرئاسة بمسامير من الفولاذ !!! والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وصلت اليه السلطة بالصدفة كما يبدو !!! بعد حادث اغتيال رئيس اليمن الشمالي ( انذاك ) المقدم الغشمي سنة1978 ولم يتنازل لنائبه الرئيس الحالي ( عبد ربه منصور ) الا بالقوة والترهيب !!! أما صدام حسين فكان يخطط الى توريث الرئاسة في العراق الى ولديه واحفاده وأسباطه !!!! لولا أن جرت الرياح بما لم يكن يشتهي (( القائد الضرورة )) !!!!!


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى