مقالات

داعش .. وأخواتها!

عبد الجبار العزاوي- عمان 
أحداث متسارعة شهدتها الأيام الأخيرة بعد الغارة المعروفة التي شنتها الطائرات الأميركية ضد موقع لتواجد الجيش السوري في محافظة دير الزور السورية وقتلت أكثر من ستين عسكري وأصابت آخرين هذه الغارة أثارت حفيظة روسيا الأمر الذي طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع استثنائي لبحث اسباب الغارة الأميركية  ، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور سارعت لوصف دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد بالعمل “المنافق”، فيما أكد ممثل روسيا لدى المنظمة الأممية فيتالي تشوركين أن تصرفات الممثلة الأمريكية غريبة، إذ قال للصحفيين “حين اجتمعنا للتشاور ورحت أعبر عن قلقي لأعضاء المجلس، تبين أنها خرجت إلى الصحافة ودون أن تسمعني راحت تنتقد وتشتم روسيا، وانتقدتنا حتى على دعوتنا للاجتماع “
تهم تبادلتها الدولتان العظمتان نزلت كصاعقة في يوم صاح على المجتمع الدولي فغرت أفواه المشاهدين والمستمعين ، ومما زاد الأمر إثارة أن روسيا اتهمت وبشكل مباشر وعلى الهواء ” أنها هي من صنعت داعش ” تبادل التهم هذه ذكرتني بتقرير كنت قد قرأته قبل فترة كانت قد نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية حيث كشفت عن محتويات وثيقة سرّية عثرت عليها في إحدى المناطق الجبلية النائية في باكستان، وتفيد المعلومات المتوفّرة في الوثيقة بحقيقة الجهة الحقيقية التي تقف وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش مبينة أنّ معهد الإعلام الأميركي عثر على وثيقة سرية بإحدى المناطق القبلية النائية في باكستان تفيد بأن إسرائيل هي التي تقف وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتضمّن الوثيقة المكتوبة باللغة الأوردية والتي تتألف من 32 صفحة، والتي أكّد مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية المتقاعد الجنرال مايكل فلاين صحتها، تتضمن تصويراً بيانياً لست مراحل في تكوين تنظيم الدولة، ووفقاً لذلك المخطط فإن المرحلة الخامسة منه ستكون إعلان “دولة الخلافة”، تليها المرحلة السادسة والأخيرة والمتمثلة في “الحرب المفتوحة” التي من المتوقع أن تندلع في العام المقبل ، وحسب صحيفة “ديلي ميل”، فقد ورد في الوثيقة كلام عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث تصفه الوثيقة بأنه “بغل اليهود”. كما تتضمن الوثيقة سرداً مطولاً لتاريخ تنظيم الدولة الإسلامية وفكرة الجهاد قبل أن توحي بأن باكستان وأفغانستان ستكونان المناطق القادمة لمعسكرات “الإرهاب”، على حد تعبير الصحيفة، التي عادت لتقول بأن “الوثيقة” تحتوي على مزاعم يبدو من الصعب قبولها في الواقع، وبشكل خاص ما يتعلّق باعتبار دولة الهند هي الساحة القادمة للقتال بالنسبة للتنظيم، وليست أوربا الغربية
روسيا هي الأخرى عاثت في سوريا فسادا ، ويرى مراقبون أن مَثَلَ روسيا وأميركا كمثل لاعبي كرة الطائرة ، لاعب يرفع الكرة وآخر يكبسها في أرضية أو وجه الخصم ، وهكذا يستمر تعاون الدول الكبرى في زراعة الشر والضحايا هم سكان الشرق الأوسط وعلى وج الخصوص شعبي العراق وسوريا ، صانعو داعش تمكنوا من زراعة بذرة الكراهية بين ابناء طيف هذين البلدين ، من سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة واكراد وتركمان وازيديين وغيرهم ، والنتيجة أنهم جنوا التباغض وفقدوا ثقة المواطنة ، ترى كم داعش ستصنع حتى يتم تفريغ الشرق الأوسط من محتواه وفحواه الفراغ الأمني ، وإهمال معظم الحكومات لرعاياها كفيلان بإيجاد أكثر من تنظيم خرب خرف يقتل بإسم الله ، والله منهم براء.
كاتب وصحفي عراقي مقيم في الاردن


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى