مقالات

” المعركة ” ..

جبار بچاي الحچامي

بفضل الله ومَنِه وبعد مرور 14 يوماً من العزلة والحجر المنزلي جاءت نتيجة المسحة الثانية مطمئنة لتُمهد لمرحلة التداول السلمي للصحة من حالة الاصابة الى التشافي ومن ثم الاندماج مع المجتمع وأنا مطمئن.

فترة عصيبة كشفت عن أشياء كثيرة ؛  أولها أن أخذ اللقاح مفيد وضروي كما أكد الطبيب المختص وهو يتطلع الى القائمة الطويلة من التحليلات المختبرية وأشعة الصدر  ، مؤكداً أن ” الجرعة قللت 75 % من الاصابة .”

الأيام الثلاثة الاولى كانت مجرد اعراض انفلونزا عادية ، رشح ، عطاس ، احتقان في البلعوم ، إحمرار العينين ،  گحة متقطعة ، لجأت الى الصيدلية للحصول على بعض العلاجات البسيطة فتوقف العطاس لكن استمرت بقية الاعراض بشدة ورافق ذلك نحول عام لدرجة أن الأعصاب بدت متهالكة لكن حاستي الشم والتذوق تعملان بصورة طبيعية بينما الحرارة تتأرجح بين صعود بسيط ثم العودة الى وضعها الطبيعي.

يبدو أن المعركة قد بدأت بين الخصمين، المهاجم العنيد كورونا واسترازينكا الذي وزع قوته بشكل جيد داخل الجسم وهو يدرك تماماً أن المناطق المعرضة للخرق ، هي العينين والانف والفم .

 استطاع الوحش الصيني بشراسته التي هزت العالم أن يحقق موطئ قدم في منطقة الفم وفي تجويف الحلق سرعان ما تسلل الى البلعوم فغدت المنطقة يابسة حتى بدت قطع من الدم تخرج مع البلغم والمخاط ، ووفق فهمي البسيط ؛ وهو فهم وتحليل  شخصي غير مقترن برأي طبي أو علمي أن ذلك كان نتيجة عمليات الضغط الهجومي الكوروني بعد أن استنزف وحش الصين كل قواه بمواجهة الخطوط الدفاعية لاسترازينكا .

معركة الخصمين شرسة ، وفي أي معركة هناك تداعيات وآثار وخسائر ، هذه الآثار بدت واضحة من خلال التصوير الشعاعي لمنطقة الصدر وباقي التحليلات المختبرية .

استرازينكا عاد ورتب صفوفه ونظم دفاعته بشكل جيد بعد أن تعرضت خطوطه الامامية بداية الأمر  الى خروقات وأن كانت بسيطة لكن آثارها بدت كبيرة وحيث أن الوصفة الطبية وتبعاتها  ( تحاليل ، أشعة ، زرق الابر، معقمات وقبلها الكشفية ) أقفلت في آخر المطاف على ( 221 الف دينار ) جاءت كقوة اسناد تدعم استرازينكا الذي أخذ يتلذذ بهزيمة خصمه العنيد كورونا.

المضي مع الوصفة الطبية في الايام الثلاثة الأولى ؛  والتي شهدت انقطاعاً تاماً عن الآخرين وصل حد غلق الهاتف أعطى مؤشراً ايجابيا وتطوراً نحو الأفضل اتضح أكثر في اليوم الخامس ( وهي الفترة التي حددها الطبيب لظهور تحسن في الحالة الصحية )  لكنه تحصل من حين الى آخر بعض الهزات والانتكاسات كان الاشدُ فيها الگحة وما يصاحبها من بلغم عجيب غريب بلونه وكثافته وفي بعض الاحيان يكون مصحوباً بالاحمرار بسبب تشقق منطقة البلعوم واللثة واللهاة وحتى الشفتين ، فهذه المناطق كانت ميدان المعركة الضروس واتذكر في بعض تفاصيلها  ان الألم كاد ينتزع الروح عن الجسد .

 هنا عليك أن تبقى متماسكاً ، قويا ، صلباً ، مثابراً في الصبر والصمود والمواجهة.. مفيد ومهم جداً أن تكون خلال فترة الحجر على قدر كبير في الالتزام بالإجراءات الوقائية ، إياك أن تكون مهملاً وكسولاً فتتسبب بتوسيع دائرة الاصابة لتشمل آخرين من اسرتك .

لا تبخل بتناول الطعام ؛ وزد من البصل والثوم والزيتون والفلفل الاخضر وكل أنواع الفواكه أجعلها دائما في متناولك ولا تمل منها و ” كل ما ادوس زايد راح تتعزز مناعتك.” خاصة بوجود الرقي العراقي.

الرياضة شيء جيد ؛ مارسها في أي وقت تشاء لكنها في الفجر مهمة جداً .

هذه الامور وغيرها ستُعجل في عملية الانتقال من حالة الإصابة بوحش قاتل لا يملك الرحمة والرأفة مثل كورونا الى حالة التشافي ومن ثم الاندماج بالمجتمع ومغادرة العزلة والحجر وفي جعبتك اشياء كثيرة عن هذا الوباء اللعين .

سلمّكم الله .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى