علوم وتكنولوجيا

فايروسات الكمبيوتر استمدت فكرتها من أسطورة حصان طروادة الإغريقية

 * كانبرا – وطن برس اونلاين : أشواق الجابر

أصبحت الفايروسات التي تصيب الحواسيب أمرا شائعا في عالم اليوم، ويوجد حاليا الآلاف من فايروسات الكمبيوتر ويمكن تصنيفها إلي فئات عدة ولكنها جميعا علي العموم تخضع لتعريف مشترك بسيط. والفايروس هو برنامج كمبيوتر مصمم عمدا ليقترن ببرنامج آخر بحيث يعمل الفايروس عندما يعمل ذلك البرنامج ومن ثم يعيد إنتاج نفسه باقترانه ببرامج أخري. ويقترن الفايروس بالبرنامج الأصلي بإلصاق نفسه عند إعادة الإنتاج فيظهر كنسخة معدلة عن النسخة التي قبلها كما كرر العملية، ويمكن أن تتلوث برامج الماكرو بالفايروس أو قطاع القلاع علي القرص، وهو أول برنامج يتم تحميله من قرص يحمل ملفات إقلاع نظام التشغيل.

فالفايروسات لا تظهر صدفه بل يكتبها مبرمجون ذوو مهارات عالية عادة ثم يحدون طريقة لنشرها في أجهزة المستخدمين الغافلين وكلما أصبحت برامج مكافحة الفايروسات أقوي زاد المبرمجون من جهودهم لتطوير فايروسات أذكي، للتحايل عليها، والهدف من تطوير الفايروسات بالنسبة لكثير من مؤلفيها، ليس أكثر من تحد و الرغبة في إثبات تفوقهم بينما هو للبعض الآخر التلذذ بإثارة حيرة الآخرين وشكوكهم في الكمبيوتر أو إزعاجهم وحتي إيذائهم وهذا أمر سيء جدا، إذا يمكنهم أن يجنوا أموالا طائلة إذا وجهوا مواهبهم لمساعدة الشركات.
اشتهرت فايروسات الكمبيوتر بقدرتها علي الأذي وإحداث الأضرار ولكن في الحقيقة فإن الكثير منها غير مؤذي صحيح أن بعضها يحذف الملفات أو يقوم بأعمال تخريبية أخري، ولكن معظمها يسبب ازعاجا بسيطا فقط، وبعضها لا يلحظه المستخدم العادي أبدا ويكفي أن يتمكن البرنامج من إعادة إنتاج نفسه حتي يعتبر فايروسا بغض النظر عن الأعمال التي ينفذها.
لكن في الحقيقة حتي الفايروسات غير المؤذية تسبب بعض الأذي فهي تستهلك مساحات تخزين علي القرص وجزءا من ذاكرة الكمبيوتر وتشغل جزءا من طاقة المعالج.
وبالتالي فهي تؤثر علي سرعة وكفاءة الجهاز، أضف إلي ذلك أن برامج كشف الفايروسات وإزالتها تستهلك أيضا موارد الجهاز، ويري الكثير من المستخدمين أن برامج مكافحة الفايروسات تبطئ عمل الجهاز بشكل ملحوظ، وهي أكثر تطفلا عليه من الفايروسات ذاتها، وبعبارة أخري تؤثر الفايروسات في عالم الكمبيوتر حتي إذا لم تكن تفعل شيئا.

الفايروسات وأشباه الفايروسات

إن الشرح المذكور في الفقرة السابقة عن الفايروس أكثر تحديدا من الطريقة التي نستخدم فيها كلمة (فايروس) في الواقع، وتوجد أنواع أخري من البرامج ينطبق عليها تعريف الفايروس جزئيا تشترك هذه الأنواع مع الفايروسات في أنها تعمل بدون علم المستخدم وتقوم بأعمال ضمن الكمبيوتر مصممة عمدا لتنفيذها ومن هذه الأنواع:
الديدان Worms وأحصنة طراودة وبرامج الإنزال Droppers وتعتبر كل هذه البرامج بما فيها الفايروسات جزءا من فئة أكبر تدعي البرامج الماكرة Malware وهي مشتقة من عبارة لا تلوث برامج أخري، تنسخ الدودة نفسها من وإلي الأقراص المرنة، أو عبر الشبكات ويعتمد بعضها علي الشبكة في إنجاز عملها تستخدم إحدي أنواع الديدان، وهي الدودة المضيقة (host worm) بينما توزع الدودة الشبكية (Net work worm) أجزاءها علي عدد كمبيوترات وتعتمد علي الشبكة فيما بعد لتشغيل هذه الأجزاء ويمكن أن تظهر الديدان علي كمبيوترات منفصلة فتنسخ نفسها إلي أماكن متعددة علي القرص الصلب.
ويسمي النوع الثاني من البرمجيات الماكرة، حصان طراودة نسبة إلي الأسطورة الإغريقية الواردة في ملحمة الأوريس لهو ميروس حيث ترك الجيش الإغريقي حصانا خشبيا ضخما كهدية لسكان طراودة وكان يختبئ ضمنه مجموعة من الجنود الأشداء بعد أن تظاهروا هروبا بإنهاء الحصار الطويل، وعندها رحل الجيش وأدخل السكان الحصان إلي داخل أسوار المدينة، خرج الجند منه وانقضوا علي الحامية وسقطت المدينة في أيدي الإغريق وتعتمد برامج أحصنة طراودة علي المبدأ ذاته فهي تختبئ ضمن برامج يبدو مظهرها بريئا وعندما يشغل المستخدم وتختلف أحصنة طراودة عن الفايروسات العادية في أنها لا تعيد إنتاج نفسها.
وصممت برامج (الإنزال droppers ) لمراوغة برامج مكافحة الفايروسات وتعتمد علي التشفير غالبا لمنع اكتشافها، ووظيفة هذه البرامج عادة نقل وتركيب الفايروسات فهي تنتظر لحظة حدوث أمر معين علي الكمبيوتر لكي تنطلق وتلوثه بالفايروس المحمول في طياتها.
وينتمي مفهوم فنبلة Bomb الكمبيوتر إلي هذه الفئة إذ تبني القنابل من البرمجيات الماكرة كواسطة لتنشيطها وتبرمج القنابل لتنشيط عند حدوث حدث معين، تنشط بعض القنابل في وقت محدد، اعتمادا علي ساعة الكمبيوتر فيمكن برمجة قنبلة مثلا لمسح كافة الملفات ذات الامتداد Doc من قرصك الصلب، عشية رأس السنة الميلادية أو لعرض رسالة علي الشاشة في اليوم المصادف لعيد الميلاد شخصية مشهورة وتعمل بعض القنابل تحت شروط أو أحداث أخري، فيمكن أن تنتظر القنبلة إلي أن يتم تشغيل برنامج معين عشرين مرة مثلا.
وعندها تمسح ملفات القوالب Templates الخاصة بهذا البرنامج ومن وجهة النظر هذه تعتبر مجرد برامج جدولة زمنية ماكرة.
ويمكننا النظر إلي الفايروسات كحالات خاصة من البرمجيات الماكرة، إذا يمكن للفايروسات الانتشار بواسطة برامج الإنزال ولا يشترط ذلك، وهي تستخدم مفهوم برامج الديدان إعادة إنتاج نفسها ولا تعتبر الفايروسات مماثلة لأحصنة طراودة من الناحية التقنية إلا أنها تشابهها في نقطتين، فهي تنفذ أعمالا لا يريدها المستخدم وتحول البرنامج الذي تلتصق به إلي حصان طراودة عمليا (تختبئ داخله، وتعمل عندما يعمل البرنامج وتنفذ أعمالا غير مرغوبة).

كيف يعمل الفايروس؟

تعمل الفايروسات بطرق مختلفة وسنعرض في ما يلي الطريقة العامة التي تنتهجها كافة الفايروسات في البداية يظهر الكمبيوتر علي جهازك ويكون قد دخل إليه مختبئ في ملف برنامج ملوث (مثل ملفات exe أو com أو قطاع الإقلاع) وكانت الفايروسات في الماضي تنشر بشكل أساسي عن طريق توزيع أقراص مرنة ملوثة أما اليوم فمعظمها يأتي مع البرامج المنقولة عبر الشبكات (ومن بينها إنترنت) كجزء من برنامج تركيب نسخة تجريبيا من تطبيق معين، أو ماكرو لأحد التطبيقات الشهيرة أو كملف مرفق برسالة بريد إلكتروني.
ويجدر التنويه إلي أن رسالة البريد الإلكتروني نفسها لا يمكن أن تكون فايروسا فالفايروس برنامج ويجب تشغيله لكي يصبح نشطا إذا الفايروس المرفق برسالة بريد إلكتروني لا حول له لا قوة إلا أن تشغله. ويتم تشغيل فايروسات المرفقات بالنقر عليها نقرة مزدوجة بالماوس ويمكنك حماية جهازك من هذه الفايروسات بالامتناع عن تشغيل أي ملف مرفق برسالة بريد إلكتروني، إذا كان امتداده (EXE أوCom) وإذا كان أحد ملفات بيانات التطبيقات التي تدعم الماكرو مثل برامج Office إلي ما بعد فحصته والتأكد من خلوه من الفايروسات أما ملفات الرسوميات والصوت وأنواع ملفات البيانات الأخري القادمة كمرفقات فهي آمنة ولا يمكن للفايروس أن ينشط من خلالها ولذلك فهو لا يهاجمها إذا يبدأ الفايروس دورة حياته علي الجهاز بشكل مشابهة لبرنامج أحصنة طراودة فهو يختبئ في ثنايا برنامج أو ملف آخر وينشط معه، في الملفات التنفيذية الملوثة يكون الفايروس قد أضاف شيفرته إلي البرامج الأصلية وعدل تعليماته بحيث ينتقل التنفيذ إلي شيفرة الفايروس، وعند تشغيل الملف التنفيذي المصاب يقفز البرنامج عادة إلي تعليمات الفايروس فينفذها ثم يعود ثانية لتنفيذ تعليمات البرنامج الأصلي، وعند هذه النقطة يكون الفايروس ناشطا وجهازك اصبح ملوثا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى