الابقاء على كاتانيتش (انتحار) ؟!

** يعقوب ميخائيل

يندر ان نعود للحديث عن موضوع سبق ان ابدينا رأينا فيه !! ، ولكننا وجدنا ضرورة للعودة مجدداً للتطرق الى موضوع مدرب منتخبنا كاتانيتش بعد ان ابدى بعض نجومنا السابقين اراؤهم  بخصوص المدرب !!.. هذه الاراء التي ترى ان ابقاء كاتانيتش افضل من اقالته !!.. وفي نفس الوقت تستذكر بالمدرب البرازيلي ايفرستو الذي تولى تدريب منتخبنا قبيل انطلاق مونديال مكسيكو 1986 بشهر (كمقارنة ) .. ، معللين السبب بالقول !! .. ،  ان الفترة باتت قصيرة ومحرجة ولابد من ابقاء المدرب وعدم ارتكاب ذات الخطأ مرة اخرى خصوصاً (والكلام لنجومنا) ان كاتانيتش قد امضى قرابة ثلاثة اعوام مع المنتخب وهو ادرى بالكثير من التفاصيل التي قد تقتضي وقتاً اضافياً مع مدرب اخر (جديد)  !

قبل كل شيء نقول .. ،  من الاجحاف ان تجري المقارنة بين المدرب البرازيلي ايفرستو الذي كان يعد يومها واحداً من افضل المدربين في العالم ان لم يكن افضلهم ! ،  وبين مدرب (فقير) فنياً لايحمل اي فكر تدريبي قادر على اختيار اولا ومن ثم توظيف امكانات لاعبيه بالصورة الصحيحة !! ، ناهيك عن عدم قدرته على قراءة المباريات والتعاطي معها بالشكل الذي يسهم في خروج فريقه بنتائج اكثر ايجابية بغض النظر عن المستوى الذي ظل مقلقاً على طول الفترة التي اشرف عليها المدرب على المنتخب !

لانختلف ان الفترة باتت حرجة وقد لا تكفي للمدرب (الاجنبي)  الجديد الوقوف على بعض الجوانب الفنية التي تخص المنتخب ولكن في نفس الوقت ماجدوى الابقاء على مدرب نعرف تمام المعرفة انه غير قادر اطلاقاً على المنافسة مع كبار القارة بل لربما سنخرج بنتائج كارثية مع هذه الفرق حينها سنعض اصابع الندم ولكن للاسف بعد فوات الاوان ؟!!..

هناك من يسعى لتقييم كاتانيتش في ضوء النتائج المتحققة .. وكأننا خضنا مباريات مع ارفع الفرق الاوروبية او من قارتي افريقيا وامريكا الجنوبية وحققنا الفوز عليها !!.. متناسين هذا البعض اننا وبرغم النتائج التي قد تكون مقنعة في بعض المباريات الا ان المستوى كان ومازال غير مطمئناً ! ، .. وهو السبب الرئيسي الذي جعل الشارع الرياضي ومعه جميع المتابعين والمحللين غير مقتنعين بل غير مطمئنين على مستوى المنتخب كونهم يدركون ايضاً ان المرحلة الحاسمة ستكون في غاية الصعوبة وتحتاج الى مدرب من طراز المستويات العليا يكون قادراً على التعاطي مع مبارياتها بل وحتى مع كل جزيئات دقائقها ايضاً !!..

من الجُرم المقارنة بين ايفرستو وكاتانيتش ؟!! ..لاننا بذلك سنبتعد (بُعد الارض عن السماء) عن الحقيقة التي يبحث عنها الشارع الرياضي الذي لربما بمعظم جيله الحالي لايعرف شيئاً عن المدرب البرازيلي ايفرستو ويحاول وضعه في عداد المقارنة مع كاتانيتش !! ، وهنا .. في سياق الحديث عن ايفرستو نجد من المناسب التذكير ايضاً ان ايفرستو لم يأت ليتولى تدريب المنتخب بمراحل التصفيات كما هو حالنا بالوقت الحاضر! ، أو كما يتحدث عنه بعض من لاعبينا السابقين ! ،  .. وانما تولى المهمة بعد ان كان منتخبنا قد تأهل الى كأس العالم وهذا بحد ذاته يعد فارقاً كبيراً بين المهمة التي اوكلت الى ايفرستو .. وبين من (يريد) ان يسلم مقاليد الامور بيد كاتانيتش في مرحلة مفصلية تجعل الملايين من العراقيين يبكون (دماً) بعد ان يكون منتخبهم قد ودع التصفيات بسبب (عنجهية) مدرب لايفهم من الكرة غير (لغة) التعنت والاصرار على رأيه برغم اخطائه المتكررة والواضحة وضوح الشمس ؟!

وعلى ذكر ايفرستو ايضاً .. اود توضيح حقيقة اخرى اجد من الضرورة ان يعرفها الشارع الرياضي بجميع اجياله وخاصة الاجيال الجديدة الحالية !.. بل ان هذه الحقيقة قالها ايفرستو بملئ الفم وامام نجومنا الذين مثلونا في مونديال المكسيك امثال غانم عريبي وحارس محمد وشاكر محمود وجمال علي وغيرهم وحتى الكابتن عدنان درجال برغم اصابته في معسكر البرازيل الذي اقيم للمنتخب قبيل المونديال ومن ثم عودته الى بغداد دون ان يشارك في المونديال ..

قال ايفرستو وهو الذي جاء (كأعارة) من قطر وكان يجهل الكثير والكثير في تلك الفترة عن امكانات وقدرة اللاعب العراقي متصوراً ان اللاعبين العراقيين هم اشبه او لا يختلفون عن لاعبي (الخليج) مع جل احترامنا لهم !.. ،  في وقت فوجئ بقدرات اللاعبين العراقيين وامكاناتهم الفنية وتفوقهم على دول (المنطقة) بالكثير من الجوانب الفنية الاخرى حتى قادته المفاجأة ليخاطب اللاعبين قائلا   … (لو كنت قد استلمت المهمة معكم قبل ستة اشهر لحققت بكم المفاجأة في كأس العالم ) ؟!!

ياترى هل جاء حديث ايفرستو هباءاً او دون ان يستند الى حقيقة مفادها اننا نملك لاعبين يتمتعون بقدرات فنية رائعة تختلف اختلافاً كلياً عن الكثير من الامكانات التي يتمتع بها الكثير من اللاعبين في (المنطقة) ؟! .. وفي الجانب الاخر .. (لننظر) الى نتائج ايفرستو وماقدمه للمنتخب خلال المونديال برغم ان مدة وجوده مع المنتخب لم تتجاوز شهراً واحداً بالتمام والكمال !!

..منتخبنا قدم مستوى رائعاً في المباريات الثلاث التي لعبها في مجموعته التي ضمت ايضاً البارغواي والمكسيك وبلجيكا ولم يكن صيداً او فريسة سهلة امام المنافسين !! .. ، ولم يخسر في مباراته الاولى الا بغدر الحكم الموريسيوشي الذي الغى لمنتخبا هدفاً صحيحاً لا غبار عليه مع نهاية الشوط الاول! .. ثم .. هل نعرف ان منتخبنا الذي خسر مع منتخب بليجكا بهدفين مقابل هدف سجله الراحل احمد راضي .. هل نعرف ان تلك الخسارة جاءت امام منتخب جاء ترتيبه في المركز الرابع بالمونديال بعد ان تنافس على المركز الثالث مع المنتخب الفرنسي الذي فاز عليه بأربعة اهداف مقابل هدفين !

نعم .. تعاقدوا مع ايفرستو بوقت متأخر .. لكنه حقق الكثير لمنتخبنا في فترة قياسية لانه كان يحمل فكراً تدريبياً كبيراً وناضجاً .. ولم يكن (نكرة) كمدربنا الحالي كاتانيتش  الذي تشير كل الحقائق وفق التجارب التي مررنا بها على مدى ثلاث سنوات انه سيُدخلنا في نفق مظلم بل ان ان المراهنة عليه او ابقاءه انما هو (انتحار) بعينه وسيكون سبباً في اقصائنا من التصفيات اذا لم نتعض من الدروس ونجد حلاً عاجلاً يتماشى مع حالتنا الاستثنائية التي لاتحتمل التأجيل اطلاقاً .. والله من وراء القصد .!