مقالات

صناعتنا هويتنا

 عبد السادة البصري

في البدء أتمنى أن لا يؤخذ ما سأتحدث به الآن ، على أنه مدحاً ، أو مجاملة للتقرّب زلفى ، بل هو حقيقة لابدّ أن تقال ، ومثلما نؤشر السلبيات والأخطاء ونطالب بتصحيحها ، علينا أن نشير الى الايجابيات والمواقف الوطنية الحقّة ونشجّعها ، ونشدّ على أيدي القائمين بها !! قرأنا في كتب التأريخ والتراث قديماً وحديثاً ، أنه لن ينهض شعب ما ، إذا لم تكن لديه صناعة وزراعة قويتين ، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ، منها أوربا التي كانت غارقة في بحور الظلام والدم اثر الصراعات وما شابهها لم تنهض حتى انطلقت فيها الثورة الصناعية والتطوّر العلمي والتكنولوجي ، كذلك الصين التي كانت ترزح تحت نير الإقطاعيات والملكيات الخاصة والجهل والمرض ، لم تنهض حتى بدأت فيها الثورتان الثقافية والصناعية !! لهذا علينا أن نقف قليلا ونتأمل أين وصل بنا الحال من أثر الحروب والصراعات والفساد ، ومهما تحرّك غصن في شجرة البناء والأعمار ، حاربته لتكسره ريح الفساد للأسف ، لهذا بقيت مدننا ترزح تحت نير الخراب والتدهور !! الحقّ يقال حتما ، لأن الرسالات السماوية جاءت من اجل إعلاء كلمته ، كذلك الرسالات الإنسانية التي جاء ونادى بها المصلحون في العالم اجمع ، ولنؤكد قولنا :ــ أن صناعتنا بدأت تأخذ مساراً آخر خلال الأشهر القليلة التي تسنّم فيها السيد وزير الصناعة الحالي ، حيث ترك الكرسي جانباً وحمل أوراقه متنقّلاً بين شركات وزارته من الشمال الى الجنوب ، للوقوف على المعوّقات والعقبات التي تحول دون تشغيل مصانعها ومعاملها ، والاطلاع على كل شاردة وواردة لغرض تذليل كل الصعوبات ، والعمل على تدوير عجلات معدّاتها ، والنهوض بصناعتنا الوطنية التي تعتبر رمز هويتنا وتطورنا وتقدّم وطننا !! لن تنهض الصناعة إلا بالحركة ، وأولها محاربة سوسة الفساد والحد من تأثيرها ثم القضاء عليها ،وهذا ما قام به السيد الوزير الحالي حين رفع شعاراً عمل به مخلصاً لمحاربة الفاسدين وتصليح ما خَرب في كل زوايا الوزارة وشركاتها ، ثم العمل خارج أروقة المكاتب والكراسي ، وزيارة الشركات الإنتاجية من الموصل وحتى البصرة للاطلاع عن قرب على مجريات الأمور فيها ، بعد ذلك السعي الحثيث لتشغيلها رغم كل شيء ، والقيام بافتتاح مصانع ومعامل إنتاجية ، مع محاسبة المقصّرين وتشجيع العاملين المجتهدين والمخلصين في عملهم ، والمساهمة في حلّ بعض أزمات السكن من خلال توزيع قطع الأراضي على المنتسبين هنا وهناك !! هذه الأمور تعطي دليلاً واضحاً وملموساً على جدّية الرجل في عمله وإخلاصه لناسه ووطنه !! الحق والمنطق يقول :ــ يجب الوقوف مع المخلص في عمله والنزيه والساعي في تحريك عجلة الصناعة والإنتاج وتشجيع المنتوج الوطني ودعمه ، كما علينا أن نشدّ على يديه ونؤازره لندفعه خطوات أخرى الى الأمام ، وان صناعتنا لن تنهض إلاّ بوقوفنا مع بعض وتشجيعنا لبعض بالإخلاص والنزاهة والوطنية الحقّة ، وليكن إسنادنا لهذا الرجل هو العمل الحقيقي لما لمسناه فيه من إخلاص لوزارته ومنتسبيها أولا ، ولوطنه وشعبه أولا وأخيراً ، ولنرفع شعاراً كبيرا بوجه الفاسدين والحاقدين ومَنْ لا يريد الخير والتقدَم والنجاح لنا ، قائلين له :ــ صناعتنا هويتنا ، ومَنْ لا هوية له لا وطن له ولن يتقدّم في مجال البناء والعمران قيد أنمله ، لهذا علينا أن نقف مع مَنْ يريد المحبة والخير والتقدم لوطننا دائما .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى