مقالات

ايها المالكي، نعم نحن معك.. ولكن!

سليم مطر/ جنيف

نحن معك الان في معركتك المشروعة ضد عملاء الشيطان وخونة الوطن المتصارخين زيفا على الديمقراطية، بينما هم في الحقيقة ضد وحدة الوطن وهيبة الدولة والعاصمة بغداد :
ـ نحن معك، لان تجربة الحكم جعلتك اخيرا تواجهة الحقيقة التي يواجها أي زعيم يحكم الوطن، مهما كان اصله وفصله وقناعاته السياسية:
يتوجب فرض مركزية الدولة وعاصمتها بغداد، لان مركب الوطن سيظل تائها متخبطا ما دام يتحكم به عدة قباطنة بنفس الوقت.

نعم للديمقراطية ولمشاركة جميع اطياف الوطن في ادارة الدولة والبرلمان والاعلام، ولكن يتوجب ويتوجب ويتوجب ان نكون مثل جميع الدول الديمقراطية في العالم: هنالك عاصمة واحدة مركزية هي بغداد، بقيادة مركزية شرعية ومنتخبة تتحكم بأدارات الدولة والجيش والخارجية والاقتصاد والثروات. ومن دون هذه القيادة المركزية فسوف تظل بلادنا هكذا ساحة للمغامرين والانفصالين وامراء الحرب وعملاء الدول المحيطة.
لهذا نؤكد لك يا دولة المالكي، نحن معك في اضطرارك الحتمي والطبيعي باعطاء المركزية والهيبة والاحترام لقيادة الدولة الشرعية وعاصمتها بغداد.
ـ كذلك نحن معك في مواجهتك المشروعة والحتمية والطبيعية لقيادات البعث الكردي.  فهؤلاء القادة العنصريين جعلوا من الحقد على العراق هوائهم ودمهم. يعتاشون على اموال الدولة المركزية ويشاركون في التحكم في مختلف المؤسسات القيادية بما فيها الجيش والحكومة، لكنهم بنفس الوقت، تراهم مثل المراهقين المشاكسين الوقحين المعدومي الذوق والضمير، لا يكلون ابدا عن سياسة التخريب من اجل اضعاف الوطن والدولة، بل حتى دعم الارهاب. مثل الضباع المسعورة ليل نهار يصولون ويجولون بتهديداتهم الانفصالية، والتوغل في محافظات الشمال والوسط  باسم(المناطق المتنازع عليها)، والاستحواذ على الثروات، وتشويه دور السفارات، وتحريض الاقليات، وتمويل قيادات التظاهرات، والسيطرة على وسائل الاعلام وشراء ذمم الكتاب والاعلاميين والحزبيين في بغداد نفسها!!                                  
لهذا نؤكد يا دولة المالكي، نحن معك في خطواتك المشروعة والجريئة بعقد اجتماعي الحكومة في كركوك ثم في الموصل. ونأمل ان يكون الاجتماع القادم في اربيل نفسها، مادامت هذه المدينة جزءا طبيعي ورسمي من الوطن وتعيش على ثرواته، ويشارك ابناءها في ادارة الدولة وقيادة الحكومة نفسها.
لكننا ايضا لسنا معك
ـ لانك حتى الان لم تقم بخطوات حاسمة ازاء الفساد المستشري في كيان الدولة ومؤسسات الوطن.
ـ لانك حتى الآن تصر على تجاهل دور الاعلام وكسب الكتاب والاعلاميين مهما اختلفت افكارهم عنك. تاركا قيادات البعث الكردي والدول المحيطة تتحكم باكبر المؤسسات الاعلامية العراقية، مثل(دار المدى) و(مؤسسة الزمان والشرقية)، وتفرض على الشعب اعلامها التخريبي والتحريضي الطائفي والقومي العنصري.
ـ لانك حتى الان متشبث بحزب(الدعوة) وهو لا يختلف عن باقي الاحزاب السائدة في الوطن التي تمثل جزءا قوميا او طائفيا من العراقيين. من المستحيل لاي زعيم في العالم ان يحكم بلاده ويفرض الاحترام على غالبية شعبه، وبنفس الوقت هو يقود حزبا يمثل فقط جزءا طائفيا من الشعب، حتى لو كان جزءا غالبا..
لهذا  اسمح لنا ان نقدم النصيحة الصادقة التالية، لك ولكل الزعماء الطامحين لحكم العراق:
اعملوا على تكوين احزاب وطنية تمثل فعلا وفعليا جميع العراقيين بمختلف اطيافهم الدينية والقومية: عرب واكراد وتركمان وسريان وصابئة ويزيدية وفيلية وشبك، شيعة وسنة. ويتوجب خصوصا خصوصا خصوصا ان تعتمد على أفكار وطنية واضحة اساسها الهوية الوطنية العراقية. بعيدا عن الجعجعات القومجية والطائفية التي لا تكف عن تدمير امتنا العراقية منذ اجيال وحتى الآن.نعم من دون احزاب وطنية عراقية شاملة، يستحيل تحقيق الوحدة الوطنية والتخلص من جرذام المحاصصة الطائفية والقومية الذي ينخر بالوطن ويمنع مركزة الدولة وفرض هيبتها على انحاء العراق.نؤكد لك ايها المالكي: كل الظروف المحيطة بك ألان، تحتم عليك تكوين حزبك الوطني الحقيقي، ونحن على يقين بان غالبية العراقيين، بما فيهم الاكراد، سيكونون معك. بشرط ان لا تنسى ابدا كسب المثقفين.

سليم مطر/جنيف
حزيران 2012

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى