تحقيقات

التسامح صفة حميدة تدعوا  الى تحقيق السلام في المجتمع

كتابه / اشواق شلال الجابر

أهمية التسامح

 للتسامح اثر طيب في حياة المجتمع فالاشخاص الذين يبدون التسامح تجاه الاخرين من المحتمل ان يصبح حالهم افضل من الاشخاص الاقل تسامحا ومن الناحيه الاقتصاديه يعتبر التسامح مقياسا لمدى استعداد فرد أو مجتمع للمشاركة مع الاخرين الذين لديهم ايديولوجيات المختلفة  فالتسامح يحفز العقلانية لدى الاشخاص ، وبالتالي يزيد من قدرتهم على رؤية الاخرين الذين يختلفون عنهم على انهم شركاء محتملون ، وللتسامح أهمية كبيره في حفظ حقوق الانسان وتحقيق السلام ونظرا لأهمية التسامح فإنه لابد من معرفة وسائل تنشيئه الاشخاص ليكونوا متسامحين منذ طفولتهم ، اذا يبدأ أكتساب الطفل لصفاته الأخلاقيه من الوالدين في المنزل فإذا كان الوالدين في المنزل متسامحين مع الاخرين فأن الطفل سيكون إنعكاسا لما يراه في المنزل مما يوجب الحذر من استخدام العبارات السلبيه أمام الطفل . وللمدرسه دور في توعيه الأطفال بضروة احترام الأخرين وإعداد برامج تعليمه توعويه عن التسامح ولزيادة الاندماج بين الأطفال على اختلافهم فإنه يمكن إشراكهم في الرحلات والمخيمات الصيفيه ويكمن دور الاعلام في ايصال صوره غير متعصبه للاشخاص المتخلفين وضرورة انتباه الاهل للمحتوى الاعلامي الذي يشاهده اطفالهم.   

الصحفية اشواق الجابر

والتسامح صفة موجودة عبر التاريخ وعبر مختلف الحضارات والدول والامم وهو خلق لابد من اتخاذه كبنية اساسية في سياسات البشر وتطلعاتهم وتنمية القيم والفضائل لديهم بغض النظر عن انتماءاتهم وأديانهم وطوائفهم ومعتقداتهم وذلك بهدف بناء عالم سعيد وديد تسودة روابط الالفه والروحانيه .  وتعد ثقافة التسامح واحدة من الفضائل الانسانية التي غرست في نفوسنا وضمائرنا نحن  البشر من اجل التخلي من المشاكل الأجتماعية والنفسية والثقافية  كالكراهية  والحقد والضرب والعنف والقلق التي تترك أثاراً هامه في حياة الأفراد داخل المجتمع .                                                          

التسامح  هو ان تفتح قلبك وان لايكون هناك شعور بالغضب تجاه  اي  شخص امامك ، وكل من أخطأ بحقك ، و التسامح يجب ان يكون مع النفس اولاً ومعالجة الاخطاء التي قمنا بها والاحساس بالذنب الذي لازلنا نحتفظ به داخلنا … التسامح هو الشعور بالرحمة والتعاطف والحنان . وتعد الأديان السماوية  التي وهبها الله للبشرية  هي رسالة  محبه وتسامح ، وهي  تعد القيمة الدينية  و عنصراً رئيساً في تكوين ثقافة أي مجتمع أدراك افراده على التفاعل والتعاون وترسيخ الأحترام وتكوين علاقات اجتماعيه قوية فيما بينهم لذلك فأن هذه الثقافه توفر للفرد صيغه سلوكيه أجتماعيه تعمل على تكوين العلاقات الأيجابيه وتنظيم المجتمع والحفاظ على استقراره وفقا لمصالح ومتطلبات أفراده إذا أنه يعد جوهر عملية الظبط الأجتماعي الممارس على الأفراد عند قيامهم بسلوك مخالف لسياقات الفرد فالتسامح يستقر في ضمير الفرد ويشعره بالارتياح عند التخلي عن المخالفات التي تصدر من خلاله ةمن هذا المنطق فأن ثقافة التسامح تعمل علة خلق وعي ثقافي اجتماعي للعلاقات الاجتماعيه المبنيه على التعاون والتبادل بين الافراد وتقدير التنوع لثقافات عالمنا والأشكال التعبير وللصفات الإنسانيه لدينا ويتعزز خذا الامر بالمعرفه والانفتاح والاتصال وحريه الفكر والضمير والمعتقد إن التسامح لايعني المساواة او التساهل بل هو قبل كل شيء اتخاذ موقف إيجابي في الإقرار بحق الاخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسيه المعترف بهاعالميا .                                                                               

ماذا يقول علم النفس

ولقد اثبت الدراسات التي اجراها علماء النفس اهمية الرضا عن النفس وعن الحياة واهميةهذا الرضا في علاج الكثير من الإضطرابات النفسية وتبين من خلال هذه الدراسه ان هناك علاقه وثيقة بين التسامح والعفو من جهه وبين السعاده والرضا من جهة اخرى .                                                       

وأكدت الدراسه أن الذي تعود على التسامح يكتسب مناعه مع مرور الزمن فلا يحدث له أي توتو نفسي أو ارتفاع في السكري أو ضغط الدم ، واتضح من خلال الدراسة أن العفو والتسامح يجنبا صاحبهما الكثير من الأحلام المزعجة والقلق والتوتر الذي يسببه التفكير المستمر في الرد من أساء إليه أو الإنتقام منه .

ويذكر إن الشخصيه المتسامحه  في الفهم النفسي لها تتسم بمجاهدة شديدة للنفس والهوى وهذا من صفات القوة والرفعة والتمكن الكامل من زمام النفس وما خضوعها للتسامح إلا دليل على سموها ورقتها في مقابلة الإساءه باإلاحسان والشر بالخير .                                                                    

 واثبت الدراسات النفسية الى  اننا من خلال سلوك التسامح نستطيع معالجة الكثير من المشكلات السلوكية والاضطرابات النفسية ومنها التغلب على المخاوف المرضيه وقهر الإكتئاب ، ةتعلم مهارات التكيف الفعال لمواجهة الضغوط النفسيه وإعادة التأهيل النفسي لحالات الإدمان، ورفع دافعيه التعليم والإنجاز  وتحسين صورة الذات التي تعبر الأساس في ممارسة السلوكيات الإيجابيه والتخلص من السلوكيات السلبيه ، وتعلم مهارات التواصل مع الأخرين وجدارة الذات ، ومقاومة الكثير من الامراض ( كالسكري والضغط والجلطات والعقم ) كما لاحظت دراسات علم النفس الأجتماعي وإنماط الشخصيه أن التسامح من ملامح الشخصيه السوية التي تملك نظرة إيجابيه للحياه .                                                               

ويبرز التسامح كمهارة من مهارات الحياة المهمة ، وصفة في المجتمعات المتحضرة التي لايتقيد فيها الأنسان بتقاليد ، والعادات تحكم نظراته للاخرين فيكون إلى التعايش السلمي بين الفئات المختلفة في المجتمع ، علما بأن التسامح يطبق على العديد من الجوانب كالتسامح العرقي ، والتسامح المهني ، ويمكن ان يعطي التسامح تعريفا شاملا بأنه التأكيد الواعي على الاحكام والمعتقدات التي تنطوي على مباديءالعداله والمساواة  والرعاية والنظر في محنة الاخرين ، اي تقديم الاحترام ،والمساواة للذين يختلفون في خصائصهم العرقيه والدينيه والجنسية وغيرها ويحمل تعريف التسامح بمختلف اشكاله اساسيات مشتركه تشمل الصبر على الاخرين وإتخاذ الإنسان موقفا عادلاَ، وموضوعيا تجاه الأشخاص الذين يختلفون عنه في مختلف الجوانب

مباديء التسامح

 يبنى التسامح على عدة مباديء توكد ضرورة عدم التصرف بناء على رفض تصرف أو معتقد من قبل شخص وفي الوقت نفسه عدم التأثير في الافكار والمبادئ التتي تتعلق بالتسامح .                      

التسامح بقناعة : قد يظهر البعض تسامحهم تجاه الاخرين عن غير قناعه إذا إنهم قد يتسامحون معهم لأن الأخرين في موضع قوة لا يمكن معارضته أو تجنبا للمشاكل أو رغبة بأن يقال عنه إنه شخص متسامح وذلك لايعتبر شخصا متسامحاَ ، فالتسامح الحقيقي هو قناعة الشخص بصورة عدم التصرف بناء على معارضته اراء الأخرين .                                                                             

الحكم بموضوعية : فالكثير من الناس يطلقون الأحكام الناقدة على الاخرين بغير موضوعية  او دون التفكير المسبق في تلك الاحكام ولهذا ينبغي ان يحاول الشخص تفهم الاخرين بشكل غير انحيازي أو تعصبي .  

المقال منشور في مجلة ” النجوم ” التي تصدر في سدني 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى