Sliderثقافة وفنون

رحيل ماجد البلداوي ايقونة الصحافة الميسانية

وصاحب مقولة " محمود فيزي الهزاع ساوه الكشك ويَّ الكاع "

كتب / جبار بجاي الحجامي 
خبر مؤلم ومفجع تلقته الاسرة الصحفية اليوم برحيل الزميل والصديق العزيز ماجد البلداوي ، الصحفي الميساني البارع والشاعر العذب بعد صراع مرير مع المرض تاركاً برحليه إرثاً صحفياً كبيراً عن محافظته ، ميسان بعد أن كتب عن كل مدنها وأغلب قراها وسلط الضوء على واقعها الاجتماعي والاقتصادي والخدمي طوال عمله الصحفي .

جبار بجاي الحجامي
رحل عاشق العمارة والمشرح والكحلاء والميمونة والعزير وصديق البتيرة وكميت والعليان الغربي والشرقي وقلعة صالح وهور أم نعاج ومزارع قصب السكر في المجر الكبير وإيشان حفيظ وكنيسة أم الاحزان والصابئة المندائيين وعواشه وسوق العمارة الكبير وسوق الصفافير والشيب والطيب والفكة وجسور ميسان اليوغسلافي والعائم والميت والملتوي و … و …
رحل الذي كتب عن طيران مدرسة أبن “الجبير ” والنقل الى مدرسة ” الأعويج ” وصاحب مقولة ” محمود فيزي الهزاع ساوه الكشك ويَّ الكاع “
ما احتفظ به من الزميل

ماجد البلداوي

ذكريات جميلة وذاكرة صحفية ممتعة بين ميسان وواسط يوم كنا نعمل ونتبادل الآراء والأفكار وننسج أحلامنا سوية غير أنه كان مشاكساً فيما يكتب، بل مشاكس جداً وهذه المشاكسة لن تمر دوما دونما ان توجع ذلك القلم الجنوبي الذي ذاق عذاب السلطة حين تم سجنه عقوبة لما أثاره ذات مرة في كتاباته .

كيف طارت مدرسة ابن الجبير ؟
في واحد من تحقيقاته المطولة كتب أبا وسام حكاية مدرسة في الاهوار مشيدة من القصب والبردي طارت من مكانها لتحط في مكان آخر إذ قال : سمعت ذات مرة حكاية مدرسة تطير ، لم أصدق في بداية الأمر ، حتى التقيت السيد شريف عبد الحسين محمد علي مدير مدرسة ( ابن الجبير) التي تقع في منطقة الحشرية في أهوار المجر الكبير الذي أكد لي طيران المدرسة عندما اقتلعتها رياح شديدة لتتناثر هنا وهناك.”
فما كان علي إلا أن استنجد بأهل المنطقة يقول المدير : لبناء مدرسة جديدة خشية من العقوبة المحتملة من مديرية (المعارف) لو إنها علمت بالأمر فتم بناء المدرسة في ثلاثة أيام.
وبحسب ما أورده الزميل ماجد في التحقيق فإن مدير المدرسة كان قد ابلغ مديرية المعارف آنذاك بكتاب جاء فيه :
السيد مدير المعارف في لواء العمارة المحترم ..
نحيطكم علماً أن مدرستنا مدرسة ،، ابن الجبير،، قد طارت من مكانها لتحط في مكان آخر،.”
فكان أن علق مدير المعارف على أصل الكتاب :
( الحمد لله على سلامتكم وسلامة التلاميذ ولكن مدرستكم لم تحط في مطار التربية لحد الآن ! ).
لم تكن هذه الأحداث شيئاً من الخيال بل هي واقع حصل في ستينيات القرن الماضي يوم كانت أغلب المدارس من الطين أو القصب والبردي.
اما النقل الى مدرسة الاعويج فله حكاية ثانية كما تناولها البلداوي في ذات التحقيق الذي كان بعنوان ” مدارس الطين في ميسان في أيامها الاخيرة ” إذ يقول وفقاً لمتحدثين له ” تقدم أحد المعلمين في مدرسة ( العدل) في إحدى المناطق النائية بطلب إلى التربية لنقله إلى مدرسة أخرى غير ( العدل ) التي كانت تعزلها الأمطار في الشتاء ويتعذر على المعلمين مغادرتها لأسابيع ، فكان أن صدر له أمر للنقل إلى مدرسة ( الأعويج ) التي يدل اسمها على نهر (الأعوج ) المار جوارها وهي مدرسة لا تختلف عن العدل إلاّ بالاسم فما كان من المعلم إلا أن يبعث مع ( المفتش ) الذي زار مدرسته الجديدة ببيت شعري إلى مدير التربية قال فيه :
أنا بالعدل ما كنت استقمت … فكيف وبالأعويج أستقيم
لكن أخطر مشاكسات البلداوي الصحفية كانت في تسعينيات القرن الماضي يوم كان الفريق الركن محمود فيزي الهزاع محافظا لميسان، والهزاع معروف عنه ضابط قاسِ ومن أقارب رئيس النظام آنذاك .
الهزاع قاد حملة خدمية نفذتها بلدية العمارة حينها وشاءت الصدفة أن يجد بعض الاكشاك في غير مكانها الصحيح فاستخدم الشفلات لهدم وإزالة تلك الاكشاك حينها كتب ماجد البلداوي خبراً عن هذه الحملة جاء فيه :
( تحت شعار .. محمود فيزي الهزاع ساوه الكشك ويَّ الكاع ) نفذت بلدية العمارة حملة …… الخ
لكنه من حسن حظ البلداوي المشاكس لم ينشر الخبر حينها رغم اصراره على ذلك.
قبل اسبوع تحدث والزميل سعد حسن عنك كثيرا وكثيرا واستذكرنا بعض المواقف ونحن ندعو لك بالشفاء لكن يد المنون كانت اقرب من دعواتنا الحميمة؛ انه يوم رحيلك الى رب رحيم .
ماجد البلداوي ثاني الأقرب لي بعد الزميل المرحوم فليح وداي مجذاب الذي اغتيل غدرا عندما كان يعمل مدير تحرير في صحيفة الصباح.
رغم رحيلك الموجع ستبقى ايها الزميل البلداوي ايقونة الصحافة الميسانية التي تزخر بالأسماء الصحفية اللامعة التي أوجعها رحيلك أيضاً مثلما أوجع زملائك الاخرين في عموم المحافظات نسأل الله أن يكون مثواك في جنات النعيم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى