ثقافة وفنون

مساحة ثقافية جديدة في معرض بينالي الدولي للفن المعاصر في البندقية

تزامناً مع انطلاق النسخة الخامسة والخمسين لمعرض بينالي الدولي للفن المعاصر في البندقية، ستدشّن دار لويس فويتون المساحة الثقافية الأحدث لها في مدينة الدوجات. على غرار المساحات الثقافية الخمس التي سبق وافتتحتها دار لويس فويتون من حول العالم (في باريس، وطوكيو، وهونغ كونغ، واتيبي، وسنغافورة)، يقصد بهذا المركز أن يمثل تعبيراً عن الفن المعاصر ودعوةً لرحلةٍ فريدة وحقيقية إلى قلب الابتكار.

 

على بعد خطواتٍ من ساحة سان مارك، وفي دار لويس فويتون (التي افتتحت أبوابها في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان 2013)، تمثل مساحة لويس فويتون الثقافية نقطة التقاء الفن المعاصر بالتراث الفني لمدينة البندقية. مع كلّ معرضٍ جديد، يمنح فنان معاصر الضوء الأخضر للاستجابة لتحفة فنية من تراث البندقية بابتكار فريد وفي موضعه الأصلي. إن هذه الخطوة التي تهدف إلى وضع الفن التقليدي والحديث في سياق كهذا، بمثابة وسيلة لكسر الحواجز وإعادة ربط الفن المعاصر بجذوره التاريخية والاحتفال بالحيوية الاستثنائية والأهمية الآنية للفن الكلاسيكي. وهي وسيلة بديلة لوصف كنوز البندقية.
تراث لويس فويتون في البندقية
أتيحت هذه المبادرة بفضل الشراكة التي نسجتها دار لويس فويتون مع مؤسسة البندقية للمتاحف المدنية، وبموجبها، تعهّدت دار لويس فويتون بترميم التحف الفنية التي تعود لتراث المؤسسة؛ في المقابل، يفترض بالمؤسسة أن تعير التحف الفنية للمساحة الثقافية للويس فويتون حتى تحمل معاني جديدة بفضل التجاور الجريء بين التحفة العريقة وابتكار جديد من مشهد الفن المعاصر.
معرض أين يفترض بأوتيلو أن يذهب؟ Where Should Othello Go
المعرض الأول للمساحة الثقافية في البندقية يحمل عنوان أين يفترض بأوتيلو أن يذهب؟ هو ثمرة هذا التعاون بين مؤرخ الفن الحديث أدريان غويتز وراعي المعرض هرفيه ميكاليوف. يدور المعرض حول عملٍ يحمل توقيع الفنان بومبيو مولمينتي (1819-1894)، أعيد ترميمها بفضل الدعم من لويس فويتون. بإعطاء المكانة الأولى لتحفةٍ لشخصية رئيسية في تاريخ فن البندقية – وفاة أوتيلو (1866) – التي تصف شخصيةً أسطوريةً رمزيةً من مدينة الدوجات، يهدف المعرض إلى تكريم البندقية في أسلوبٍ مبتكر ومثيرٍ للعواطف.
وبالفعل، في مقابل لوحة بومبيو مولمينتي، يقوم تركيب سمعي بصري للفنان المعاصر طوني أورسلر (من مواليد 1957) بعنوان Strawberry-Ecstasy-Green، يلهم المرء لإعادة التفكير في التفسيرات الكلاسيكية لتحفة فنية أقل تقليدية مما تبدو عليه. في ما يجمع بين أفلام الفيديو والأشكال المنحوتة بالزجاج المتعدّد الألوان – التي تذكر حتماً بمورانو أخصائيي نفخ الزجاج، بعث طوني أورسلر الحياة في رمزية الألوان التي ترتبط بتراجيديا أوتيلو (الأحمر الدال على مقتل ديزديمونا وانتحار أوتيلو، والأخضر الدالّ على الغيرة؛ ولون البشرة الأسود واللون الأسود الذي يرمز أيضاً لروح “مغربي البندقية”، وما إليها) لإلقاء الضوء على الصفات والعواطف النفسية الأزلية.
في تركيزٍ على شخصية أوتيلو، يمثل هذا اللقاء بين مولمينتي وأورسلر تجربة صدام التناقضات وسحر التشابهات القريبة والملفتة.
بعد مغادرتها للمعرض، ستعود لوحة بومبيو مولمنتي، وفاة أوتيلو، إلى متحف كا بيزارو.
بومبيو مولمنتي
من مواليد فينيتو العام 1819، بدأ بومبيو مولمنتي يتدرّب في أكاديمية الفنون الجميلة في البندقية عام 1834. كانت أولى أعماله (عذراء مع طفل، سانت تيريزا، وسان بول) مفوّضةً للمصرفيين وأرباب العمل البندقيين – عائلة بابادوبولي – الذين بقيوا أوفياء له طوال مسيرته وكانوا وراء ابتكار تحفته وفاة أوتيلو (1866)، التي استلزمت أربعة عشر عاماً. مولمنتي هو رسّام بورتريه وأستاذ رسم في أكاديمية البندقية، وهو فنان من القرن التاسع عشر جمع بين الواقعية والغنائية التعبيرية في لوحاته. توفي في البندقية في العام 1894.

طوني أورسلر
ولد طوني أورسلر عام 1957 في نيويورك، حيث لا يزال يعيش ويعمل، وقد أحدث ثورةً في معنى ونطاق استخدام الفيديو في الفن المعاصر. فهو يضع أفلام الفيديو في سياقات سردية، ويخرجها عن إطار الشاشة التقليدية ليسلّطها على أشكال منحوتة ومثيرة للعواطف، فيبتكر طوني أورسلر إذاً تركيبات تترك تأثيراً عاطفياً قوياً في قلب المشاهد. خصّصت له عدة عروض من شخص واحد – بما فيها تلك التي نُظّمت في جو دو بوم Jeu de Paume في باريس عام 2005، ومؤخراً في آسيا، تحديداً في هونغ كونغ عام 2012، وستنظم عروض له أيضاً عما قريب في سيول عام 2014. في يناير/ كانون الثاني 2013، نفذ الكليب الرائع والمهاجم للمعتقدات التقليدية لأغنية دايفيد بوي “أين نحن الآن؟ Where are we now”.
أدريان غويتز كاتب ومؤرخ فنون ألّف منشوراتٍ ورواياتٍ عديدة منها Intrigue à Venise (غراسيه كتاب الجيب) التي نشرت عام 2012.
هرفيه ميكاليوف مستشار في شؤون الفن المعاصر وراعٍ للمعارض.
مؤسسة البندقية للمتاحف المدنية La Fondazione Musei Civici Venezia (MUVE) تأسّست في العام 2008 لإدارة وتشجيع التراث الثقافي والفني لمتاحف البندقية المدنية. وهي تشرف على إدارة المتاحف الأحد عشر التالية: قصر الدوجات، متحف كورير، برج الساعة، متحف كا ريزونيكو للبندقية في القرن الثامن عشر، متحف قصر موسينيغو، منزل كارلو غولدوني، كا بيزارو، قصر فورتوني، متحف الزجاج، متحف الدانتيل ومتحف التاريخ الطبيعي

معلومات عملية
مساحة لويس فويتون في البندقية، شارع دل ريدوتو، 1353، 30124 البندقية


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى