تحقيقات

في الشارقة الشاي العراقي ينافس بقوة الشاي الهندي

 الشارقة /احسان الديوان :وطن برس اونلاين :

يمتاز بنكهته اللذيذة، وله طريقة مختلفة في تحضيره، لا يقتصر على المناسبات والأعياد فقط، بل أصبح جزءا من الحياة اليومية.  انه “الشاي العراقي” الذي أصبح اليوم ينافس”شاي الكرك” الهندي، انتشر في بعض الكافتيريات بأمارةالشارقة، فبات الكل يتهافت عليه لتذوقه والاستمتاع بسحره في أكواب”الاستكانات” التي لايحلو شربه إلا من خلالها. راشد حجاب، صاحب كافتيريا تبيع الشاي العراقي، متخصص بتحضيره من الألف إلى الياء، يتحدث إلينا وهو يوزع على الشباب استكانات تفوح منها رائحة الشاي اللذيذة، يشرح:”يعتبر الشاي العراقي من أساسيات أي سفرة عراقية، اذ لايمكن الاستغناء عنه، يتم شربه في أي وقت، يحضر طوال النهار،

وفي جميع الأوقات سواء في الصباح الباكر، أو حتى في ساعة متأخرة من الليل، على الرغم من أنه منبه قوي”. يبتسم حجاب ويتابع حديثه وهو يرتشف قليلاً من الشاي:” قبل أن يكون مشروبًا يوميًا، هو أيضا وسيلة للترحيب بالضيوف، إذ لا يمكن أن تدخل بيتاً سواء كان أهله من الفقراء أو الاغنياء، إلا وسارعوا الى إحضار صينية الشاي، اذ يعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف، ويذهب إلى حال سبيله من دون أن يشرب كأس شاي”.“أصبح الشاي جزءا من حياتنا وطقساً استثنائياً من طقوسها خصوصاً في الشتاء” يقولها حجاب قبل أن يشير إلى طريقة تحضيره: “حين تطأ قدما الضيف البيت تُسرع المرأة إلى وضع الماء على النار، وتُجهز الاستكانات والغوري (إبريق الشاي) والسكر الموضوع في إناء خاص (الشكردان)” ويضيف حجاب: “في ليالي الشتاء الباردة تجتمع العائلة حول موقد النار، وتتناول الشاي مع القصص والحكايات، فلليل حكاية وللموقد حكاية،
أما في الأعياد فيجري تناول الشاي طوال اليوم بسبب كثرة الضيوف، وأحيانا يتناوله الناس للتسلية وإبعاد السأم والضجر”.
ولا يغفل حجاب عن التذكير بولع العراقيين بالشاي موضحا ذلك بالقول:”البعض من الناس يتفنن في إعداد خلطته وطريقة شربه، وهم يتناولونه بالاستكانة، والبعض الآخر بالصحن بعد تطعيمه بالهال. وهناك من يخلط السكر معه، وغيره يشربه (دوش أو دشملة) حين يتناول السكر منفصلا. والسكر أنواع، فمنه الخشن والناعم والقطعة الهرمية الشكل التي تسمى “كلة”، وتستخدم بعد تكسيرها إلى فصوص صغيرة، أو المكعبات التي تسمى “قند”.
من جانبه يقول جاسم جبار المولع بشرب الشاي العراقي:”لا أستطيع الاستغناء عن شربه، فمنذ الصباح الباكر ارتشف الشاي ليكون يومي مليئاً بالحيوية والنشاط، كما أصبح شربه في البيت عادة لايمكن الاستغناء عنها، معلقاً بابتسامة “تكفي استكانات الشاي الصغيرة التي تزين الصينية مع قليل من سكر” القند” الذي يعطي مذاقا مختلفا ولذيذا”. يلتقط الحديث صديقه عدنان أحمد، الذي يؤكد تلذذه بالشاي حين يتم مزج الهيل معه:” أتلذذ برائحته، ومادمت مستيقظا أتناول استكانة شاي كل ساعة ما يجعل يومي مليئا بالحيوية، ومن حبي لشربه أصبحت الوالدة تجهزه في “براد” لأخذه إلى الدوام.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى